استيقظت، كان الألم مبرحاً لأقول الحقيقة، لم استيقظ من الوجع منذ مدة حتى أنني نسيتُ حقاً ماذا يعني أن تستيقظ ورأسك يكاد يضعه الطين المكسو به وسط حقيقة بردٍ ما ينخره، ينخر عظامك الطينية وينخر كل تلك الأحلام التي كنتَ تعتقد بأنها حقيقةً وتمنيت أن تبقى ولو قليلاً لتؤنسك، ذلك الشعور الرهيب بأن عقلكContinue reading “حبر التوت، الجذر الأول (9)”
Category Archives: قصص
تبقى رائحة البخور
1 ذابت سنون عدّة لم يتمكن من عدّها، لم يُزَرْ فيها، لم تلتقط أذنيْه حركة الأرجل بين عتباته، ولم يرى من خلف الحِجاب ظلالاً تدور خلفه، لم يشتم رائحة البخور التي علقت في جدرانِه أبتْ أن تتركه. حطت أمتعتهم في باحته، أشعلت الأم ناراً في كانونٍ بحجم القلب، نثرت من الحبات السوداء الدبقة على الجمراتِContinue reading “تبقى رائحة البخور”
الصبّارة تمنح حضناً
هذه الثالثة، لقد قتلتُ اثنتين قبلها. قالت له بحزنٍ يضيف مسحة جمال على عينيْها. أريدك أن تعتني بها، لأجلي. أضافت. لأجلك أفعل كل شيء، ولكن. أراد أن يقول شيئاً ما مهماً لكنه وجد شفتيْها تغلقان كلماته على شفتيْه. كان يريد أن يكتب لها، اعتادا على تبادل البريد الإلكتروني؛ كان يشعر بسخافة الأمر إلا أنّها كانتContinue reading “الصبّارة تمنح حضناً”
العِراك- قصة
هزّ فراشه دويُ انفجار أسقط قشورِ الطلاءِ المعلقة منذ زمن تنتظر هزة أرضية تسقطها، سقطت القشور على وجه الحاج صالح، سقطت صورته التي تثبت خلفه أنه زار البيت المقدس مرتدياً ملابس الإحرام ينظر بشموخ اللونين الأسود والأبيض إلى الكاميرا، سقطت الصورة فانكسر الزجاج وتمزقت. كان كل ذلك، كفيل بأن يجعل الحاج يستيقظ هلعاً يتعوذ باللهContinue reading “العِراك- قصة”
دمٌ أزرق- قصة
دمٌ أزرق لم تشترِ أمي أو أياً من أخواتي البخور يوماً، كنّا يستخدمنني لشراءِ كل ما يحتاجنْه: الخِضار، الفواكه، البقوليات، البسكويت، المنظفات المنزلية، الفوط النساية التي كان يضعها لي صاحب الدُكّان بحذاء شجرة السروْ في كيسٍ سوداء حتى لا يراها المارة، كنتُ أشتري كل شيء، أبدل عبوات المشروب الغازي الفارغة بعبوات مليئة بالسعادة والمراد البرتقاليContinue reading “دمٌ أزرق- قصة”
مكانٌ لا تجوبه الكلاب- قصة
مكانٌ لا تجوبه الكلاب. 1 اعدمه. تثاقلت بندقيته تحاول يده جرها على امتداد ساعده، لأول مرة في حياته قد تغيّر ملمسها المخلّق من لوح الماهوجني على كفِّه ليحس به خشناً وبارداً، ملأ فوهتها وتقدم في خطىً حثيثةً نحوه، زمنه يمر كأنه أيام، أشهر أو أعوام. العرق يتسرب من جبهته، كانت رقبته دبقة من العرق، حررContinue reading “مكانٌ لا تجوبه الكلاب- قصة”